قافلة دعوية بالأزهر الشريف تعقد ندوة تثقيفية بعنوان " الكلمة الطيبة والأخلاقيات فى العمل " بمركز ابوتيج


طارق فتحى عمار

 في إطار إستكمال تنفيذ خطة الأزهر الشريف وتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بشأن تكثيف أعمال القوافل الدعوية التوعوية لجميع محافظات الجمهورية لنشر ثقافة سماحة الدين الإسلامي وبيان وسطيته ودعم جهود الدولة المبذولة في محاربة الإرهاب والتصدي للأفكار المتطرفة الهدامة.

استقبل وفد بيت العائلة المصرية بابوتيج بقيادة الشيخ / عبد العظيم حمد الباقوري الأمين العام لبيت العائلة المصرية بابوتيج ورئيس لجنة المصالحات بالأزهر الشريف  قافلة الأزهر الشريف الدعوية التى تزور محافظة أسيوط لنشر الفكر الوسطى ونشر سماحة الإسلام ودعم جهود الدولة فى تصحيح المفاهيم والتصدى للأفكار الهدامة والمتطرفة ومحاربة الشائعات.حيث انعقدت ندوة تثقيفية بعنوان " الكلمة الطيبة والأخلاقيات فى العمل " ، وذلك بمقر رئاسة ومركز مدينة ابوتيج ، وشارك فى الندوة الشيخ / عابد أحمد عبد الرحمن واعظ أول منطقة قنا 

الشيخ / علاء الدين محمود على موجه عام وواعظ أسيوط 

الدكتور / محمد عبد الراضي رئيس مركز ومدينة ابوتيج 

الشيخ / مصطفى كامل واعظ عام بمنطقة الأقصر 

الشيخ / عبد الشافي علي ابو الوفا واعظ عام بمنطقة الأقصر 

الشيخ / على محمد جابر واعظ بمركز ابوتيج 

فى البداية رحب الشيخ / عبد العظيم حمد الباقوري موجه عام بالوعظ الأزهر الشريف ادارة وعظ ابوتيج بأعضاء القافلة الدعوية وأعرب عن سعادته بطرح موضوع الكلمة الطيبة واثرها فى النفوس واخلاقيات العمل كموضوع للندوة حيث أكد فى كلمته أخلاقيات العمل في الإسلام تعد من الأشياء التي يجب العلم بها من جانب أي شخص يعمل في وظيفة محددة في الدولة، تساعد أخلاقيات العمل على تقديم العامل المهام المكلف بها بمهارة ، مضيفا  إن الكلمة الطيبة أصل عظيم في التعامل الاجتماعي، وهي التي تحقق المآرب للناس، وتكسب التواد والتراحم، الكلمة الطيبة هي خُلق الإسلام الذي جاء به النبي، عليه الصلاة والسلام، وبعث ليتمم مكارم الأخلاق، وقد كان يقول: «الكلمةُ الطيبة صدقةٌ، وكلُّ خطوةٍ تخطوها إلى المسجدِ صدقة»، أي تنال بها أجراً؛ لأنها تسر السامع وتشرح الصدر، وقد لا تغير من الواقع شيئاً، كما قال في حديث آخر: «لا عَدْوَى، ولا طِيَرَةَ، ويُعْجِبُنِي الفَأْلُ: الكَلِمَةُ الحَسَنَةُ، الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ».

ويقول: «في ابنِ آدمَ سِتونَ وثلاثُمِائَةِ سُلامَى أوْ عَظْمٍ أوْ مَفْصِلٍ، على كلِّ واحِدٍ في كلِّ يَوْمٍ صدقةٌ، كلُّ كَلِمَةٍ طيبةٍ صدقةٌ، وعَوْنُ الرجُلِ أخاهُ صدقةٌ، والشَّرْبَةُ مِنَ الماءِ يَسْقِيها صدقةٌ، وإِماطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ».

فانظر كيف جعل النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، الكلمة الطيبة في صدر الحسنات التي على الإنسان أن يتقرب بها لمولاه شكراً على نعمه عليه إذا أصبح سليماً معافى، فهذا هو منهج الإسلام الذي نشرف به ونتخلق بأخلاقه، فيتعين علينا أن يكون كلامنا كله طيباً ينفعنا عند ربنا، ونعيش به متحابين مع من حولنا.

وفضلاً عن ذلك، فإننا إن حافظنا على الكلام الطيب فإننا نقي أنفسنا من غائلة الكلمة التي إذا خرجت من الفم غير موزونة، فإن تبعاتِها كبيرة، فإنه يكون مؤاخذاً بها، فإنها لك ما لم تخرج منك، ولذلك ورد في الحديث: «وهل يُكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم»

وبعد ذلك ، تبادل أعضاء القافلة الدعوية الحديث عن محور الندوة الرئيسى وهو الكلمة الطيبة والأخلاقيات فى العمل حيث رحب الدكتور / محمد عبد الراضى رئيس مركز ومدينة ابوتيج بأعضاء القافلة الدعوية وأكد خلال كلمته التى ألقاها على أهمية انتشار القوافل الدعوية بمحافظة أسيوط والتى تستهدف المواطنين ولا سيما الشباب وذلك لتحقيق أقصى استفادة للمواطنين من خلال نشر الفكر الوسطى للإسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة عند الشباب 

كما استهل موجه عام وواعظ منطقة أسيوط الشيخ / علاء الدين محمود على  كلمته قائلاً ؛ انقل إليكم تحية إمامنا الأكبر فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الرجل الطيب صاحب الكلم الطيب والذى كان حريصاً على تشريع القوافل الدعوية التى تجوب البلدان والقرى ، كما اتقدم بالشكر للأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية  وأكد الشيخ / علاء خلال كلمته على إن الكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد والإخلاص شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتتسع معانيها لتشمل كل كلمة ترضي الله تبارك وتعالى ورسوله، ويكون فيها نفع للناس، ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل كلمة تدخل السرور على القلوب والنفوس، وترفع الروح المعنوية، وتساهم في البناء السلوكي والأخلاقي السوي للإنسان الذي ينعكس على المجتمع ويجعله في صلاح واستقرار يستقيم على أسس سليمة، فالكلمة قد تبني، وقد تهدم، ومن الأمثلة إلقاء السلام الذي يثاب عليه الإنسان، وكلام الآباء والمعلمين للأبناء الذي يكون عقولهم وأفكارهم وأخلاقهم بشكل إيجابي، والكلمة الطيبة بين البائع والمشتري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى).

كما تحدث الشيخ / عابد أحمد عبد الرحمن قائلاً أحييكم بتحية الإسلام وفى عجالة ودقائق معدودة لكى لا أطيل عليكم الإسلام دين حنيف وهو دين الأخلاق و إنك لعلى خلق عظيم ، فالكلمة الطيبة صدقة يجب أن يعلمها الآباء لأبنائهم كما أن  الكلمة الطيبة تنشر الحب والخير والأمن بين أبناء المجتمع، قال الله سبحانه وتعالى "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها"، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الكلمة الطيبة صدقة)، وحسن الكلام يبني ويعود بالخير، فحتى حين يسيىء إنسان إلى أخر فعليه أن يحسن إليه ولا يرد الإساءة بمثلها قال الله عز وجل "والصلح خير"، 

وأكد واعظ منطقة الأقصر الشيخ / عبد الشافي ابو الوفا فى كلمته على أن من يتكلم بالكلام الطيب له أجر عظيم جنات النعيم قال الله سبحانه وتعالى "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه"، وهو من المحسنين قال الله عز وجل "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"، أما من كلامه خبيث إنما وباله وخسرانه قريب لأن هذا فيه تدمير وإبعاد للناس عن الخير والبناء السليم للمجتمع الذي يعيش فيه قال الله سبحانه وتعالى "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار"، ولقد روى عدي بن حاتم الطائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (اتقوا النار، فأشاح بوجهه حتى ظننا أنه ينظر إليها، ثم قال: اتقوا النار، وأشاح بوجهه، قال مرتين أو ثلاثا: اتقوا النار، ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة).





والتقط أطراف الحديث الشيخ / مصطفى كامل واعظ منطقة الأقصر  حيث أوضح أن الإسلام  قد اعتنى بالخلق الحسن، ودعا إلى تربيته وتنميته في نفوس المسلمين، وأكّد ذلك في كثير من المواضع في كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم .

وقد جعل الله تعالى الأخلاق الفاضلة سببا لتحصيل الجنّة ونيلها- بإذن الله – وجاء ذلك مفصلاً في قول الحق تبارك و تعالى: ﴿وَسَارعُوا إلى مَغفرَة من ربّكم وَجنّة عَرضُها السّمَواتُ وَالأرضُ أُعدَّتْ للمُتقين الذينَ يُنفقُون في السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالكَاظمين الغَيْظَ وَالعَافينَ عَن النَّاس وَالله يُحبُّ المُحْسنينَ﴾ ( آل عمران ١٣٣-١٣٤)

وقد ربط الشارع الحكيم بين التخلق بالخلق الحسن والمعاملات الإيجابية في الحياة فجعل للأخلاق أثراً عظيما في توجيه سلوك المسلم اليومي وتحليه بطيب الكلام ودماثة الخلق حتى مع من أساء له قال تعالى: ﴿ادْفَعْ بالتي هيَ أََحْسَنُ، فَإذَا الذي بَيْنَكَ وَبيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأنّهُ وَليٌّ حَميمٌ﴾ ( فصلت: ٣٤) فإذا كان المسلم موجه إلى حسن الخلق مع من بينه وبينه عداوة فما بالنا بما سيطلب منه من خلق مع أهله وذويه .



وتظهر عناية الدين الإسلامي بصلاح الأخلاق من خلال جعلها من المقاصد الكبرى . التي اهتمت بها الشريعة اهتماماً كبيراً فدعت المؤمنين إلى التزام الأخلاق الفاضلة والخلال الحميدة وجاء ذلك بصيغة الأمر في أكثر من موضع ومن ذلك قوله – جل جلاله - {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ،  مضيفً ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يمتاز بسمو خلق لا يحيط بوصفه البيان، وكان من أثره أن القلوب فاضت بإجلاله، وتفانى الرجال في حياطته وإكباره، بما لا تعرف الدنيا لرجل غيره، فالذين عاشروه أحبوه إلى حد الهيام ولم يبالوا أن تندق أعناقهم ولا يخدش له ظفر، وما أحبوه كذلك إلا لأن أنصبته قد فاضت بكم من الصفات الخلقية التي تعشق عادة ولم يرزق بمثلها بشر – قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} 

أما الشيخ على محمد جابر فتطرق فى كلمته إلى حسن الخلق و أن الدين النصيحة حيث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما المفلس؟" قالوا: "المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع" فقال:" إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا و ضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار".، حديث يدحض كل اعتقاد خاطئ حول الإسلام، على أنه دين يرتكز فقط على العبادات دون مراعاة لجانب المعاملات والأخلاق، فهذه الأخيرة تعتبر شرطا أساسيا من أجل قبول الله عبادات عبده ، فعند التمعن في أحاديث السنة النبوية والآيات القرآنية، نجد أن العبادات والشعائر الدينية دائما تردفها المعاملات، كما يقول عز وجل في كتابه الكريم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " فهنا نجد أن العبادة وفعل الخير شرطان متلازمان من أجل فلاح المسلم، كما أن حسن المعاملة دليل على صحة الشعائر الدينية التي يقوم بها العبد، لأن هذه الأخيرة إذا لم تهذب أخلاق المسلم فهي دليل على أنها مجرد عادات واجبات يؤديها دون خشوع وفارغة من مضمونها الروحي.


في هذا الإطار، يعتبر علماء الدين أن جل العبادات التي جاء بها الدين الإسلامي، تحمل في مضمونها مجموعة من القيم والمبادئ التي يجب على المسلم أن يترجمها إلى سلوكيات ومعاملات في حياته اليومية، فى ختام الندوة أعرب جميع الحاضرين عن سعادتهم بانعقاد تلك الندوة ، مناشدين  أعضاء القافلة الدعوية بالأزهر الشريف بتكثيف مثل هذه القوافل لتغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى الناس  و فهم الكثير من أمور الدين التى يجهلها معظم الناس




 

ليست هناك تعليقات